الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. لا شك أن سلاسل الإهانات والاستهزاءات الموجهة لأمة الإسلام ونبي الإسلام ولكتاب الله المنزل من فوق سبع سماوات يحترق معها الفؤاد تألماً,
وتزداد معها الضمائر وجعاً, لذا كان لزاماً علينا أن نقف وقفة مع النفس قبل الغرق في الأحزان, لنرى من أحوالنا ما الذي دعا داعي هؤلاء لمثل ما أقدموا عليه, هل أعطيناهم الفرصة أم نحن السبب أم أننا أيضا مثلهم بصورة أو بأخرى أسأنا لديننا. وفي نقاط موجزة ودون أي إطالة سأبرز بعضاً من واقع المسلمين المر وحالهم المأزوم لنرى هل أسأنا نحن أيضا أم فقط هم المسيئون. - الخصام النكد بين حكام المسلمين وشريعة الإسلام وصل مداه فالنادر من ديار المسلمين هي تلك التي تحكم بشريعة الرحمن وحتى هذه لا تراها إلا مستضعفة أو محاربة فأين الأمة من تطبيق الشرع المطهر؟؟؟ - الشركيات تضرب بأطنابها وبقوة في أقطار الأمة من أقصاها إلى أدناها واسألوا إن شئتم عباد القبور ومريدي الأولياء. - العلمانية المنافية للإسلام والمناهج والفلسفات المعادية للحنيفية تنتشر بين مثقفي الأمة انتشار النار في الهشيم واسأل إن شئت ماركس ولينين وأتباعهم واسأل إن شئت سلمان رشدي ونوال السعداوي ومن على شاكلتهم, حتى الأدب لم يتركوه سالماً واسأل إن شئت لطفي السيد وطه حسين ونزار قباني وأدونيس ومن على شاكلتهم. - البدع المنتشرة في ديار المسلمين مصحوبة بما يسيء للإسلام ونبي الإسلام بل ولأهل بيته الأطهار , وأكتفي من صور البدع بذكر شركيات وبدع الشيعة يوم عاشوراء وحركاتهم التي لا تدل إلى على تخلف منهجهم وتسيء للإسلام الحقيقي أكثر من إساءة أعداءه له. - الربا المنتشر في ديار المسلمين بل والمساند من الدساتير والقوانين حتى كاد الناس يتنفسون الربا وأصبحت الدول تتعامل مع البنوك المصارف الدولية بمعاملات الربا حتى انهارت اقتصاديات الدول الإسلامية, ثم يلقون باللائمة على تخلف المسلمين الناتج عن اتباعهم لتعاليم الصحراء والأوراق القديمة كما يزعمون ولو فقهوا لعلموا أن تعاليم الإسلام ونبي الإسلام هي المخلص الأوحد لاقتصاديات المسلمين مما اعتراها من وهن وضنك. - الفضائيات وما أدراك ما الفضائيات التي تظلل سماء المسلمين, عهر وفجور, تبذل وسفور, نظر للمحرمات, شبهات وشهوات, وفي مجملها حرب لرب السماوات, وعلى مثل هذا يتربى أبناء المسلمين فأي نصر منتظر وأي تمكين. - إمساك الزكوات وإهمال الأغنياء للفقراء, بل زد عليها مص دمائهم بالاحتكار وزيادة الأسعار حتى كادت البلاد الإسلامية أن تنفجر بما ومن فيها من حاجة الفقير وظلم الغني و إهمال ذوي الحاجة, فلا رعاية لأيتام ولا عيون من أنين الجوع تنام, آهات وأحزان, بيع للأعراض وانتشار للزنا والخنا من أجل القوت القليل, والفصام الأنكد بين الحكام وبين شعوبهم فهؤلاء في بروجهم العاجية وأولئك في بيوتهم الطينية, وبين البروج وبيوت الطين مسافة من البعد يستحيل لأي وسيلة قطعها لتقليل الفوارق وتقريب المسافات إلا شريعة الإسلام والعودة لتطبيق تعالميها السمحة, والتي فيها ينام حاكم الدنيا وقد ملك الشرق والغرب تحت ظل شجرة ملتحفاً نعلاه مطمئن البال هادئ الجأش "حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر". - الرشوة وما أدراك ما الرشوة, نار موقدة تدخل في البطون, وسحت تنبت منه الأجساد, وأما عن انتشارها فحدث ولا حرج, حتى تكاد مصالح المسلمين لا تتم إلا بدفع مال حرام للولاة والعاملين على تلك المصالح, بلا خوف من لعنة مستحقة ولا إنذار مسبق من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم. - إهمال الآباء للأبناء, هذا المرض المتفشي والذي يظهر بوضوح كلما كان ثراء المجتمع أكبر, فنجد في دول النفط خاصة انشغال الآباء والأمهات عن الأبناء وفي الغالب تركهم للخادمة التي تربي أبناء المسلمين على علة في عقيدتها التي قد تكون نصرانية أو هندوسية أو حتى مسلمة جاهلة كل الجهل بدينها, وعلى النقيض بيوت الفقراء إلا من رحم الله يربي أبنائها أجهزة الإعلام الفاسدة التي تدس لهم السموم وتبعد بهم عن طريق الاستقامة. نقلا عن موقع رسالة الإسلام