[b] بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
يوجد ضاهرة منتشرة في بعض مساجد المسلمين اذا لم يكن في معضمها وهي عدم تسوية الصفوف في الصلاة فتجد بين المصلي والاخر مسافة كبيرة او تجد ان بعض المصلين متقدم أو متأخر لماذا لا يسستوون لماذا لايعتدلون مع ان الامام وقبل ان يكبر للصلاة يقول لعموم المصلين (استووا اعتدلوا سدوا الخلل) ولكن لاحياة لمن تنادي مع ان بعض اهل العلم قالوا بوجوب تسوية الصفوف في الصلاة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وقوله : ( أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ) أي : بين وجهات نظركم حتى تختلف القلوب ، وهذا بلا شكٍّ وعيدٌ على مَن تَرَكَ التسويةَ ، ولذا ذهب بعضُ أهل العِلم إلى وجوب تسوية الصَّفِّ . واستدلُّوا لذلك : بأمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم به ، وتوعُّدِه على مخالفته ، وشيء يأتي الأمرُ به ، ويُتوعَّد على مخالفته لا يمكن أن يُقال : إنه سُنَّة فقط .
ولهذا كان القولُ الرَّاجحُ في هذه المسألة : وجوب تسوية الصَّفِّ ، وأنَّ الجماعة إذا لم يسوُّوا الصَّفَّ فهم آثمون ، وهذا هو ظاهر كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية " انتهى .
وهناك من المسلمين من في مذهبه انه لا يتحرك بعد تكبيرة الاحرام فهذه قصة وقعت لي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وهي انه في يوم من الايام صليت على يمين الامام وكان على يميني مصلي ايراني تقريباً وكان بيني وبينه مسافة كبيرة فاشرت له بيدي بأن يقترب مني ولكنه لم يعيرني اي اهتمام فقلت لعلني ان سحبته من كتفه سيقترب وفعلاً سحبته من لبسه ولكنه لم يتحرك من مكانه وافلتت يدي من لبسه وكأنه مسمر في الارض فاستغربت ذلك ونضرت الى الخلف لعل احد يتقدم ويسد الخلل فاذا انا برجل من اهل المدينه ينظر الي متبسماً وقال لي (يابويه لوتقطع منو قطعة ماتحرك من مكانو)
قلت له تقدم انت وفعلاًتقدم وفي موقف اخر صليت على يمين الامام فمن الواجب ان نتراصف لجهة اليسار فكان على يميني شخص باكستاني فاشرت له بيدي ان اقترب ولكنه (طنشني) فهمست له (قرب شوي) فنظر الي نظرة ارعبتني وقال لي بالحرف الواحد ( انتا يجي) فسكت ولم اناقشه واشرت لرجل من الخلف ليتقدم فهذا حال معظم المصلين الامن رحم الله فهم يظنون ان تسويه الصفوف من السنه و لاكنها واجبه كما في قول ابن عثيمين رحمه الله وكما في الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
فعنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ , فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ ) رواه البخاري
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيَقُولُ : ( اسْتَوُوا , وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ) رواه مسلم
فلنكن حريصين على استواء الصفوف واستقامتها ولنستشعر وقوفنا بين يدي العزيز الجبار
ودمتم سالمين