الحمد لله رب العالمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه
من مدرسة الحبيب صلى الله عليه وسلم
(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ))
روى البخارى فى صحيحه قال :
حدثنا آدم بن أبي إياس قال : حدثنا شعبة , عن عبد الله ابن أبي السفر , وإسماعيل عن الشعبي , عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضى الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
أخرجه البخارى فى الإيمان , وأبو داود فى الجهاد , والنسائي فى الإيمان , وأحمد فى مسنده 0
أنظروا أحبابى فى الله وفى حب الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى هذا الحديث القليل المبنى , عظيم المعنى , بل والله إننى أكاد أجزم الآن أن المسلمين لو أخذوا بهذا الحديث العظيم وحولوه فى حياتهم إلى واقع عملى وإلى منهج حياة , ما رأينا هذا التشرزم والتهارج والنزاع والشقاق , والخلاف بين كثير من المسلمين , بل بين كثير من الأحبة 0
فانظروا ما أخطر اللسان تلك الجارحة الصغيرة , هل تتصوروا أحبابى أن بهذه الجارحة قد تدخل الجنة , أو قد تدخل النار وهذا بحارحة اللسان فحسب , فإما يدخلكم لسانكم الجنة , وإما أن يدخلكم لسنكم النار , ولم لا ؟
وبكلمة واحدة يرددها اللسان تنال الرضوان 0
وبكلمة واحدة يرددها اللسان تدخل قصر الكفر من أوسع أبوابه , أو بيت الكفر من أوسع أبوابه , وتخرج من بيت الإسلام من أوسع أبوابه 0
فكلمة التوحيد يرددها اللسان , وكلمة الكفر يرددها اللسان 0
فاللسان شأنه خطير وأمره عظيم 0
وعن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تستكفى اللسان )
رواه الترمذى
وقال المولى عز وجل :
{ ولقد خلقنا الإنسن ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد – إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد – ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } 0
ويقول المولى عز وجل :
{ قد أفلح المؤمنون – الذين هم فى صلاتهم خشعون – والذين هم عن اللغو معرضون } 0
وصدق رب العزة جل جلاله :
{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجهلون قالوا سلما } 0
وقال جل جلاله :
{ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }
وفى الصجيجين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
ومن حديث أم حبيبة رضى الله عنها بسند حسن قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف , أو نهى عن منكر , أو ذكر الله جل وعلا )
أخرجه الترمذى فى الزهد وقال ( حسن غريب )
وفى الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
( من يضمن لي ما بين رجليه ولحييه أضمن له الجنة )
أخرجه البخارى فى الرقاق
وفى الصحيحين أيضا من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا فيرفعه الله بها درجات , وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا فيهوى بها فى جهنم )
آخرجه البخارى فى الرقاق , ومسلم فى الزهد والرقائق
ومن حديث معاذ رضى الله عنه قال للنبى : وهل نحن مآخذون بما نتكلم به يا رسول الله ؟
وفى رواية : وهل نحن مآخذون بما تنطق به ألسنتنا يا رسول الله ؟
فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
( ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس فى النار على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم )
أخرجه الترمذى , والنسائى , وابن ماجه , وأحمد
يا الله كل هذا فى اللسان ؟
والله إن الأحاديث كثيرة والآيات القرآنية العظيمة كثيرة أيضا وكلها فى حق حفظ اللسان ما بالك باليد والتى لم نتعرض إليها
اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلى مغفرة من عندك وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم 0