نسمات من طيبة
عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 829894
ادارة المنتدي عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 103798
نسمات من طيبة
عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 829894
ادارة المنتدي عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) 103798
نسمات من طيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لا اله الا الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم رسول الله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم{اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ} لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) Support

 

 عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحاجة
عضو برونزي
عضو برونزي
الحاجة


علم الدولة : جمهورية مصر العربية
انثى عدد الرسائل : 198
العمر : 68
الموقع : https://nasamat.ahladalil.com
العمل/ : أخصائية حاسب آلى
تاريخ التسجيل : 28/08/2008

--
توقيت القاهرة:

عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) Empty
مُساهمةموضوع: عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى )   عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) Icon_minitime11/17/2009, 18:19

الوجه الخامس : الأقسام الربانية المتعلقة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وهذه وجوه عظمةٍ لم تكن لأحدٍ من الخلق إلا له عليه الصلاة والسلام .. أقسم الله بحياته فقال جل وعلا : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمون } . قال ابن عباسٍ رضي الله عنه : " ما حلف الله تعالى بحياة أحدٍ إلا بحياة محمدٍ صلى الله عليه وسلم " ، ثم ذكر هذه الآية . رواه البيهقي عن ابن أبي شيبة . وكلنا ندرس في التفسير : { والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها } فهذا قسمٌ ، والله عز وجل له شاء أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، ولا شك أن هذا القسم لفت نظرٍ إلى تعظيم هذه المخلوقات التي قسم الله بها .. فكيف وهو يقسم بحياة محمدٍ صلى الله عليه وسلم إن ذلك دلالة تعظيمٍ لهذه الحياة ولصاحبها عليه الصلاة والسلام . وأقسم الله عز وجل ببلده قال سبحانه وتعالى : { لا أقسم بهذا البلد * وأنت حلٌ بهذا البلد } . وأقسم الله سبحانه وتعالى له - أي للأمور المتعلقة به - كما في قوله : { وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } . هذا القسم كان لنفي القطيعة التي زعمتها قريش عندما فتر الوحي قليلاً في أول ما نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام . وأيضاً قوله تعالى : { والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى } . الأمر أيضاً بعد القسم متعلقٌ برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلك وجوه عظمةٍ لا تخفى ولا تحتاج إلى تعليق . الوجه السادس : رفع ذكره وتقدير جسمه صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا قال : { ورفعنا لك ذكرك } ، قال القاضي عياض في [ الشفاء في حقوق المصطفى ] كلامً نفيساً جميلاً ، معناه : " أي فلا يذكر الله جل وعلا إلا وتذكر معه " ؛ فنحن إذا جئنا لندخل في الإسلام أو لنذكر الشهادة قلنا لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله هذا ذكر ليس فيه مقارنه محمد عليه السلام عبد الله ورسوله ، لكن إذا ذكرنا توحيد الله وإخلاص العبادة ذكرنا نبوة ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم إذا جئنا في الصلاة نصلي فنذكر الله ، ثم نصلي بالصلاة الإبراهيمية فنذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تكاد تجد ذكراً إلا وفيه ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلا يمر بك - أيها المسلم - يومٌ إلا وأنت تذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام .. في الأذان تذكره ، في الصلاة تذكره ، في كثيرٍ من الأذكار تذكره .. كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم صليت عليه مع من يصلي على رسول الله عليه الصلاة والسلام .. فذكره مما لا يكاد ينقطع منه المسلم بحالٍ من الأحوال ، وهذا من عظمة ما أكرم الله عز وجل به رسوله صلى الله عليه وسلم . والتقديم لاسمه إذا ذكر الأنبياء - كما هو في القرآن - فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام مذكورٌ في مقدمتهم ، كما في قوله جل وعلا : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب .. } إلى آخر الآية . وكذلك : { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ وإبراهيم وموسى وعيسى .. } هؤلاء الذين هم أولو العزم من الرسل ذكر في مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . سابعاً : التكفّل الرباني بالحفظ المتعلق به وقد جاء الحفظ له ، وجاء الحفظ لكتابه ، ولسنته صلى الله عليه وسلم .. أما الحفظ له - عليه الصلاة والسلام - فقد قال جل وعلا : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } . كان النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر يحرسه حرسٌ من الصحابة ، يتناوبون حراسته ليلاً ونهاراً ؛ خوفاً عليه من الأعداء ، فلما نزلت هذه الآية رفع الحرس . ومن لطائف ما ذكر من محبة وتعظيم الصحابة - وإن كنت سأذكر ذلك لكن فيما خطر الذهن قد يكون أحياناً أولى - لما قفل النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر ، وتزوّج صفية بنت حيي بن أخطب - زعيم اليهود الذي كان من ألدّ أعداء الإسلام وقتل - فلما بنى النبي عليه السلام بهذه الزوجة - من أمهات المؤمنين - كان في طريق عودته إلى المدينة ، وعملت له قبة فدخل عليها ، فلما أصبح الصبح نظر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عند قبته أبو أيوب الأنصاري قائمٌ بسيفه ، قال : ما لك يا أبا أيوب ؟! قال : والله يا رسول الله خشيت عليك هذه المرأة ؛ قد قتلت أبوها وأخوها وقومها فخشيتها عليك يا رسول الله ! فنزلت هذه الآية : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } . الرسول عليه السلام يأتيه وحي مسدد ، لكن الصحابة كانت قلوبهم معلقة به عليه الصلاة والسلام فخافوا عليه ذلك لذا نزلت هذه الآية ؛ فكانت عصمةً لرسول الله عليه الصلاة والسلام . ثم كذلك نعلم جميعاً قول الله سبحانه وتعالى : { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون } . وكلنا نعلم كذلك حفظ الله جل وعلا لكتابه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، وحفظ السنة التي تشرح القرآن تبعٌ لذلك ، وهذا لم يكن إلا لرسولنا صلى الله عليه وسلم .. الرسل السابقين ؛ وخاصةً أهل الكتاب الله عز وجل قال : { والربانيون والأحبار بما استحفظوا عليه من كتاب الله } . ما معنى ذلك ؟ الأحبار أوكل إليهم حفظ كتاب الله فما الذي جرى ؟ { واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون } .. أما كتاب الله الذي أنزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام وهو القرآن فقال : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } الوجه الثامن : ربط الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وبطاعته ومبايعته لله رب العالمين فإذا ذكر الإيمان بالله ذكر معه الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله } . وقوله : { آمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته } . وفي الطاعة قال تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } . والمبايعة قول الله عز وجل : { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم } . وهذا وجوه عظمةٍ واضحةٍ وبينة . الوجه التاسع : التوقير الرباني في نداءه ومخاطبته صلى الله عليه وسلم الرسل والأنبياء في القرآن ذكروا بالنداء بأسمائهم .. قال تعالى : { يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة } ، وقوله : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات } ، وقوله : { يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } .. هل تقرؤون في القرآن " يا محمد " ؟ أبداً ! { يا أيها النبي .. } { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك .. } ، { يا أيها النبي قل لأزواجك .. } ، خطاب الله جل وعلا لرسوله كان فيه ذلك الوجه التعظيمي الذي فيه دلالةٌ على عظمة قدر رسول الله عليه الصلاة والسلام .. فإذا كان الخطاب الرباني كلام رب العالمين - سبحانه وتعالى - يظهر فيه هذا التعظيم ، فأي تعظيمٍ أعظم من تعظيم الله سبحانه وتعالى ؟! وأي مكانةٍ ومنزلةٍ يمكن أن تستنبط بأكثر مما تستنبط من الآيات القرآنية التي تنزلت في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في نداءه ومخاطبته ؟! الوجه العاشر والأخير في هذه الطائفة من وجوه العظمة : الإجابة والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم إذا قرأتم الآيات في شأن الرسل والأنبياء تجدون أقوال خصومهم والذين عارضوهم والملأ الذين خالفوهم ثم يأتي الرد على لسان النبي نفسه - على سبيل المثال - قال قومٌ : { إنا لنراك في ظلالٍ مبين * قال يا قومي ليس بي ضلالةٌ ولكني رسولٌ من رب العالمين } . ولو قرأتم في سورة هود ، وفي سورة الأعراف قصص الأنبياء لرأيتم أقوال الكافرين والجاحدين والمناوئين ، وردود الرسل والأنبياء عليهم .. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت الأقوال عنه ، والرد لم يأتي منه ، وإنما الردّ من الله عز وجل الذي ردّ عنه ، والذي أجاب عنه ، والذي دافع عنه هو الله سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا : { وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه بالأفق المبين * وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطانٍ رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكرٌ للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم } . وكذلك في سورة الحاقة كما تقرأون كل الآيات .. فيها الرد والإجابة الربانية في آيات الله عز وجل إشارةً إلى رفعة ومكانة وقدر وعظمة رسول الله عليه الصلاة والسلام . وجوه العظمة المتعلقة بأمته والأمم الأخرى نحن تكلمنا الآن في طائفةٍ متعلقةٍ بذاته عليه الصلاة والسلام مباشرةً ، أما الآن فالحديث عن عظمته المرتبطة بأمته والأمم الأخرى . أولاً : كونه صلى الله عليه وسلم أولى بالأنبياء من أممهم الله جل وعلا يقول : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين } . يقول الله عز وجل إن محمداً صلى الله عليه وسلم أولى بإبراهيم من قومه ؛ حتى الذين آمنوا به ؛ لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ، وهو الذي أراد الله عز وجل أن يختم به هذه الرسالات ، وهو الذي آمن وجاءت رسالته بالإيمان بكل الرسل والأنبياء . ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح المتفق عليه : ( أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة ) . وتعرفون القصة لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة في هجرته ، ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فلما سأل عن ذلك ، قالوا : يومٌ نجّى الله فيه موسى ؛ فنحن نصومه لذلك .. ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟! قال : ( أنا أحق بموسى منهم صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده ) . و نحن المؤمنون أولى بالرسل والأنبياء ممن حرّف من أتباعهم ؛ لأننا نعلم أننا نؤمن بكل رسل الله ، ولا نفرق بين أحدٍ منهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعظّم رسل الله وأنبياءه ، ويقول : ( لا تفضلوني عليهم ) ، إجلالاً لهم واعترافاً بفضلهم وبياناً ؛ لأن سلسلة النبوة كلها سلسلة التوحيد ، وسلسلة الإسلام التي بعث الله بها الرسل جميعاً . والوجه الثاني : كونه صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم فهذه منزلةٌ عظيمة أنت الآن قد تدّعي أحياناً أنك أولى ببنك من نفسه تقول لابنك : " أنا أولى من نفسك ؛ لأني كنت السبب في وجودك ؛ ولأني أرعاك ؛ ولأني أعرف أموراً أكثر منك ؛ ولأنني أسعى إلى الدفاع عنك ؛ كأنني قد فعلت لك ما يكون حقي عليك أكثر من حقك على نفسك .. " ، قد يتصور الناس هذا وإن كان لا أحد يقر بأن أحداً أولى بغيره من نفسه ، لكن الله عز وجل يقول : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } . ويقول هو عليه الصلاة والسلام : ( أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) متفقٌ عليه . وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( ما من مؤمنٍ إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ) . اقرءوا إن شئتم : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } هو أولى بنا من أنفسنا ! من أين لنا الهداية ؟ ومن أين لنا معرفة الحق ؟ ومن أين لنا النور الذي نسير به في ظلمات هذه الحياة ؟ إنه مما أكرمنا الله به من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أين حياة قلوبنا ؟ أين زكاة نفوسنا ؟ أين رشد عقولنا ؟ أين استقامة أعمالنا ؟ أين صلاح أحوالنا ؟ مرجعه إلى ما أكرمنا الله به من الهداية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فهو أحق بنا من أنفسنا . وقد ذكرنا في حديثنا عن المحبة : أنه ينبغي ويجب ويلزم أن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبنا لأنفسنا التي بين جنبينا . والوجه الثالث : منة الله - جل وعلا - ببعثته على العباد والخلائق لأنه سبحانه وتعالى قال : { لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين } . الله يمنّ على البشرية أن بعث هذا الرسول الكريم ليستنقذها من الضلال إلى الهدى ؛ ليخرجها من الظلمات إلى النور ؛ ليمنّ الله سبحانه وتعالى بهذه البعثة عليهم ؛ بما فيه نجاح أمرهم في دنياهم وفلاح أمرهم في أخراهم بإذنه سبحانه وتعالى . والله جلّ وعلا يقول : { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة . واستطراداً أقول : انظروا إلى الآيات التي جاءت في سياق القول الرباني ، تقدّم التزكية على التعليم ، والآيات التي جاءت في سياق القول البشري في قصة إبراهيم عليه السلام ، قال : { ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } ؛ لأن التزكية في المنهج الرباني هي أولى من العلم ، وهي الثمرة التي ينبغي أن يركّز عليها أهل العلم ؛ فإن العلم إذا لم يثمر طهارة قلبٍ ، وزكاة نفسٍ ، فليس بعلم يكون للإنسان ، بل قد يكون حجةً عليه .. نسأل الله عز وجل السلامة . وأذكر هنا حديثاً لأبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – يقول لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شئ ، وجدت الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت منهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله قومه . فدخل عليه سعد بن عبادة ، فذكر له ذلك ؟ فقال :فأين أنت من ذلك يا سعد؟، قال: يا رسول الله ! ما أنا إلا من قومي . قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين ، فتركهم فدخلوا . وجاء آخرون فردهم ، فلما اجتمعوا أتاه سعد فأخبره . فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار ، ما مقالة بلغتني عنكم ؟ وجدة وجدتموها في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلالاً، فهداكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم بي، قالوا : الله ورسوله أمن وأفضل. ثم قال : ألا تجيبوني ، يا معشر الأنصار؟ . قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ ولله ولرسوله المن والفضل . قال : أما والله ، لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم ، أتيتنا مكذباً فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسيناك . أوجدتم علي يا معشر الأنصار! في أنفسكم في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار : أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وترجعون أنتم برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ! لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار . ولو سلك الناس شعباً ووادياً، وسلكت الأنصار شعباً ووادياً، لسلكت شعب الأنصار وواديها . الأنصار شعار ، والناس دثار اللهم أرحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار. قال : فبكى القوم ، حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله قسماً وحظاً . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا. وهذا من بيان وجه منّه الله عز وجل على الخلق ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف كانت منته ظاهرةً في قوله بأصحابه رضوان الله عليهم ، ومنته من بعض أعظم على من جاء بعدهم من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام . الوجه الرابع : كونه عليه الصلاة والسلام أكثر الأنبياء أتباعاً من الأمم والخلق وهذا ظاهرٌ في أحاديث كثيرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام منها حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من الأنبياء نبيٌ إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ) . وفي حديث أنسٍ أيضاً عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ) رواه مسلم . وفي حديثٍ آخر لأنسٍ قال : (لم يصدق نبياً من الأنبياء ما صدقت وإن من الأنبياء نبياً ما يصدقه من أمته إلا رجلٌ واحد ) رواه مسلم . وهذا لا شك أنه من وجوه العظمة والإكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحديث أيضاً مشهور من رواية ابن عباس : (عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق فرجوت أن يكون أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ثم قيل لي: انظر فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق، فقيل لي: انظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ) متفقٌ عليه . الوجه الخامس : كونه رحمةً للعالمين رحمةً للعالمين ليس للبشر وللإنس بل وللجن ، وليس للبشر والجن وإنما للبهائم ، كما قال عليه الصلاة والسلام في شأنٍ أن الحيتان في جوف البحر لتستغفر لمعلم الناس الخير ؛ لأن أثر ذلك ينتفع به كل الخلائق . اليوم يقولون لك مثلاً : الحفاظ على البيئة وتلوث الهواء .. وغير ذلك من الأمور التي يراعون فيها الحقوق والمصالح ، التي تتعلق بحياة البشر .. ولو ذهبت إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هديه إلى أقواله ، إلى أفعاله لوجدت ذلك ظاهراً فيها بما هو أعظم ومما هو من أسبق من كل ما يقال ، والله عز وجل قال : { وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين } . وقد قال عليه الصلاة والسلام ، فيما رواه الحاكم في مستدركه وصححه ، والطبراني والبزار كذلك عن حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس إنما أنا رحمةٌ مهداة ) . وفي حديث أبي موسى قال : ( إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمةٍ من عباده قيض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها ) . الوجه السادس :كونه أماناً وأمنهً لأمته وذلك ظاهرٌ في قوله عز وجل : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } .. رسلاً وأنبياء أُهلِك أقوامهم في وجودهم ، وفيهم ذوو قرابتهم ، وفيهم من له به صلةً وهكذا .. لكن الله عز وجل جعل العذاب العام بعيداً عن أمته بسبب وجوده عليه الصلاة والسلام . وفي حديثه قال عليه الصلاة والسلام : ( النجوم أمنةٌ للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنةٌ لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) رواه مسلم . أي ما يكون من فتنةٍ ومحنةٍ ، وبعدٍ عن دينٍ وابتلاءٍ يقدره الله عز وجل لحكمته . الوجه السابع : ادخار دعوته صلى الله عليه وسلم لأمته في يوم القيامة وهذا معروفٌ في الحديث المشهور من رواية أنس : ( لكل نبيٍ دعوة قد دعا بها فاستجيبت ، وجعلت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة ) فهذه خصيصهٌ وعظمةٌ لرسول الله عليه الصلاة والسلام لها أثرها على أمته . الوجه الثامن : شهادته على الأمم والأنبياء يوم القيامة قال تعالى : { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا } . وكما قال جل وعلا : { فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } . ومعلومة الآيات في هذا ، ثم شهادة الأمة كما قال جل وعلا : { وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً } مقامٌ عظيم أن يشهد الرسول صلى الله عليه وسلم على البشرية كلها ، وعلى الأمم واتباعهم الأنبياء أو مخالفته لهم . الوجه التاسع : شفاعته الأمم كلها عامةً ولأمته خاصة في يوم الفزع يأتي الناس إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، فيأتي ويسجد بين يدي الله عز وجل ، ويفتح الله عليه بمحامدٍ لم يفتح عليها من قبل ، فيقال له : ارفع رأسك ، واشفع تشفّع ، وسل تعطى ، فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم في الخلائق ، فيقضي الله عز وجل بينهم . كل الخليقة والبشرية من أولها إلى آخرها يشفع لها محمدٌ صلى الله عليه وسلم في اليوم الأعظم ن والكرب الأسمى والأضخم ، في يوم القيامة ليقضي الله عز وجل بين الخلائق . وأعطي أيضاً عليه الصلاة والسلام أنواعاً كثيرةً من وجوه الشفاعة لأمته في أحاديث الشفاعة الطويلة ولا يسمح المقام بذكر ذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الكبير
عضو برونزي
عضو برونزي
القلب الكبير


علم الدولة : جمهورية مصر العربية
ذكر عدد الرسائل : 343
تاريخ التسجيل : 08/01/2009

--
توقيت القاهرة:

عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى )   عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى ) Icon_minitime11/18/2009, 16:01

جزاكى الله خيرآ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عظمة قدر الرسول ( الجزء الثانى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نسمات من طيبة :: منتدي الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" والرد على المعتدين :: السيره النبويه العطره-
انتقل الى: